حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد هو الكراهية شرعا، فهذه الشعيرة التي فرضها الله على عباده من المسلمين تحمل معاني عظيمة، وقد وجب إخراجها في المواقيت التي ذكرها الله؛ حتى تعم المنفعة، ويتحقق الغرض منها بإغناء المحتاجين، وكفهم عن السؤال، وقد أجمعت أقوال جميع العلماء على وجوب إخراجها قبل صلاة العيد مع جواز تعجيلها يوما أو يومين، لكن من المكروه والمحرم تأخيرها إلى ما بعد الصلاة دون عذر.
حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
زكاة الفطر هي فريضة واجبة على المسلمين ولا يجوز أبدا التهاون في وقت إخراجها الذي يكون في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وحتى موعد صلاة العيد، ومن المكروه، وغير الجائز شرعا أن يخرجها
المسلم بعد الصلاة خاصة دون عذر؛ لأنه بذلك يخالف أوامر الله.
اقرأ أيضًا: كم تبلغ غرامة تأخير تجديد الاقامه في السعودية؟
الحكمة من كراهية تأخير زكاة الفطر
أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الأفضل هو إخراج زكاة الفطر في يوم العيد، وقبل صلاتها، كما أنه من المستحب التعجيل بإخراجها قبلها بيوم أو يومين، وذلك لأن الهدف الأول منها هو منع الناس عن
السؤال في ذلك اليوم.
هدف زكاة الفطر أيضا هو إدخال الفرحة على قلوب المحتاجين، وعند تأخير إخراجها بعد الصلاة لم يحصل ذلك، وقد ورد عن بعض العلماء أنه يمكن إخراجها خلال اليوم الأول؛ لأنه بذلك يحدث إغناء المحتاجين في اليوم الأول.
اقرأ أيضًا: متى يفتح بنك الرياض في الصباح
ما هي زكاة الفطر
بعد أن تعرفنا على حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد فيجب أن تعرف أن الله قد فرض الزكاة على المسلمين عندما بدءوا الصيام في العام الثاني للهجرة، وهي تُخرج في نهاية شهر رمضان
المبارك، زكاة الفطر ليست زكاة مال، بل زكاة عن البدن، وحكمها أنها واجبة على كل المسلمين صغار، وكبار، ذكور أو إناث عبيد أو أحرار.
الدليل على وجوبها قول ابن عمر -رضي الله عنه- وعن أبيه ” أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس: صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر وعبد، ذكر وأنثى من
المسلمين” رواه مسلم، ويخرجها الفرد عن نفسه وعن أسرته، أما الزوجة فيجوز أن تخرجها عن نفسها أو أن زوجها يخرجها عنها.
لماذا فرضت زكاة الفطر
يخرج المسلمون زكاة الفطر حتى يتطهروا من أي نقص قاموا به خلال الشهر الكريم فهي طهرة للصائم حيث جاء في رواية عن أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما جميعا أنه قال: “فرض رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.
أقوال العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر
على الرغم من أن حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد هو التحريم إلا أن هناك بعض العلماء أجازوا ذلك، وحرمت جميع الأقوال أن يخرجها الفرد المسلم بعد أول يوم العيد، ومن السنة أن تخرجها
قبل صلاة العيد، جاءت أقوال العلماء كالتالي:
- قول الشافعية والحنابلة وأحد الأقوال المشهورة للمالكية إن زكاة الفطر واجبة في اليوم الأخير من رمضان مع غروب شمسه.
- أما القول الآخر للمالكية فهي واجبة قبل صلاة العيد عند طلوع الفجر.
- عند جمهور الفقهاء امتد وقت إخراج زكاة الفطر مع غروب شمس يوم العيد الأول مع تحريم ذلك إذا كان دون عذر، كما أنها واجبة القضاء، ولا يمكن سقوطها بسبب التأخير.
-
ذكر أيضا أبو الحسن المالكي في كتابه شرح الرسالة [وَلا يَأثَمُ مَا دَامَ يَومَ الفِطرِ بَاقِيًا، فَإِن أَخَّرَهَا مَعَ الْقُدرَةِ عَلَى إخرَاجِهَا أَثِمَ].
-
قول الإمام النووي الشافعي في كتاب “المجموع شرح المهذب” عن زكاة الفطر [ومذهبنا أنه لو أخرها عن صلاة الإمام وفعلها في يومه لم يأثم وكانت أداء، وإن أخرها عن يوم الفطر أثم ولزمه إخراجها وتكون قضاء، وحكاه العبدري عن مالك وأبي حنيفة والليث وأحمد].
-
وفي كتاب كشف القناع للإمام البهوتي الحنبلي أن من يؤخر زكاة الفطر عن وقتها أَثِمَ؛ لأنه يؤجل أمرا واجبا، وعبادة مفروضة، ويخالف بذلك أمر الله ويجب إخراجها.
تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر
جاءت أوامر الله تنص على وجوب إخراج الزكاة في الأيام الأخيرة من الشهر المبارك وحتى قبل صلاة العيد، ولا يجوز أن تؤخر عن ذلك الموعد دون عذر، وإذا أخرجها المسلم بعد الصلاة تم احتسابها صدقة
وقضاء، وليس زكاة الفطر.
اقرأ أيضًا: رقم بيت الزكاة استفسار عن طلب مساعدة اجتماعية
تعجيل زكاة الفطر عن وقت وجوبها بيوم او يومين
اختلف العلماء فيما بينهم في جواز إخراج زكاة الفطر في بداية شهر رمضان أو في منتصفه، لكن من المؤكد أنه يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، ولا إثم في ذلك، ونستند في ذلك إلى فعل ابن عمر
رضي الله عنه، والكثير من الصحابة حيث كان يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين، ويتحقق بذلك الهدف المرجو منها وهو منع الفقير من المسالة في ذلك اليوم
أوقات إخراج زكاة الفطر
بعد أن تعرفنا على حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد بالتفصيل، يمكن تقسيم أوقات إخراج زكاة الفطر إلى أربعة أوقات، وأوقات إخراجها كالتالي:
- إخراجها قبل يومين أو يوم من أول أيام العيد، وهو وقت جائز يتحقق فيه الهدف المطلوب من إغناء الفقراء، ومنعهم عن السؤال في ذلك اليوم.
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرجها في يوم العيد قبل الصلاة، وهو وقت السنة، والمستحب أن تؤديها فيه.
- يُكره أن تؤدى زكاة الفطر قبل دخول شهر رمضان أو الانتظار إلى آخر يوم العيد مع وجود بعض الآراء التي أجازت إخراجها مع غروب شمس أول يوم.
- يأثم من يخرجها بعد الصلاة دون وجود عذر، وهذا هو الوقت المحرم.
قد يهمك: كيفية تحديث الضمان الاجتماعي المطور من الجوال
هل يجوز صلاة العيد في غير وقتها؟
نعم حيث يمكن أن تصلي صلاة العيد إذا فاتتك في أي وقت خلال اليوم الأول، كما يمكن أيضا أداءها في اليوم التالي، وتستطيع قضاؤها بمفردك أو في جماعة مثلها مثل الرواتب، لكن الأفضل هو عدم تأخيرها
لعظيم أجرها، ففيها مكافأة للمسلم عن صيامه، وقيامه طوال الشهر الكريم.
لمن لا يجوز اعطاء زكاة الفطر؟
أوضح الله في كتابه العزيز أن هناك ثمانية أصناف يمكن أن يحصلوا على الزكاة، لكن في زكاة الفطر الأصح أن تكون للفقراء والمساكين حيث جاء في حديث عن النبي أن زكاة الفطر هي طهرة للصائم، وطعمة
للمساكين.
اقرأ أيضًا: الازوري وش يرجع
ما هي الحبوب التي تخرج زكاة الفطر؟
تكون قيمة زكاة الفطر مساوية لقيمة صاع أو ثلاثة كيلوات جرام من الحبوب التي يتناولها أهل البلد مثل القمح، الحليب المجفف، التمر، الأرز، ولا يمكن إخراجها من أطعمة مثل اللحم، ولا من الملابس؛ لأن
كل ذلك لا يوزن بالصاع، وقد فُرضت هذه الزكاة لإغناء الفقراء في يوم العيد، ونشر الفرحة في أرجاء الأرض رحمة من الله.
حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد هو أحد الأحكام الإسلامية الواجب أن تكون على دراية بها؛ حتى لا تقع في إثم تأخير الزكاة إلى ما بعد الصلاة حيث أوجب الله على عباده المسلمين إخراجها قبل الصلاة، ويأثم من يؤخرها عن الموعد.